بدعم من مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، استضاف مكتب أبوظبي للاستثمار، بالتعاون مع شركة "إيهانج" الصينية، ومجموعة "مالتي ليفل"، رحلة تجريبية للطائرة الكهربائية العمودية ذاتية القيادة المخصصة لنقل الركاب، وذلك ضمن عرض عام في الإمارة. أظهرت الرحلة التجريبية التزام أبوظبي بتشكيل مستقبل التنقل الحضري، مؤكدة ريادتها فيما يتعلق بأنظمة النقل الذكية والمركبات ذاتية القيادة.
يساهم مشروع تشغيل الطائرات ذاتية القيادة بالكامل لنقل الركاب في أبوظبي في توفير منظومة تنقل جوي آمن وخالٍ من الانبعاثات، الأمر الذي يعزز مكانة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة في مجالات النقل الجوي والبري والبحري.
تتجاوز الرحلة التجريبية للطائرات ذاتية القيادة كونها إنجازًا تقنيًا فحسب، إذ تمثل خطوة محورية نحو دمج التنقل الجوي الحضري في الحياة اليومية، بما يتماشى مع رؤية إمارة أبوظبي في تعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي. أثبتت مهمة القيادة الذاتية صلاحية مجموعة من التقنيات الأساسية، بما في ذلك كفاءة الأداء في الأجواء الحارة لمناخ أبوظبي’s، فضلًا عن تنسيق المجال الجوي، وتخطيط مسارات الطيران، وتشغيل مرافق هبوط الطائرات العمودية. أُجريت الرحلة تحت إشراف الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات، حيث مثّلت دليلًا عمليًا على فاعلية الأطر التنظيمية والتشغيلية، إضافة إلى جاهزية البنية التحتية اللازمة للتوسع الآمن في هذا النمط الجديد من وسائل النقل.
في الوقت الذي تستكشف فيه المدن حول العالم إمكانات الطائرات الكهربائية العمودية، تميّزت أبوظبي بكونها سبّاقة– في اختبار هذه التقنية ضمن ظروف حضرية واقعية، وبإنشاء منظومة تعاونية تجمع بين القطاعين الحكومي والصناعي لتسريع الابتكار وتمكين تسويق هذا النوع الجديد من وسائل التنقل. ومن خلال تجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية الحركة، تعمل أبوظبي على توطين الإنتاج، ودعم تطوير البنية التحتية، وتمكين لوائح تنظيمية متقدمة تتماشى مع متطلبات المستقبل.
وفي هذا الصدد، قال سعادة بدر العلماء، المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار: “ يجسد عرض اليوم طموح أبوظبي المستقبلي. ومن خلال رؤية مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، نعمل’ على تحويل مفاهيم التنقل المستقبلي إلى واقع وطني ملموس. وبالتعاون مع شركة "إيهانج" ومجموعة "مالتي ليفل"، تؤكد أبوظبي أن التاكسي الجوي الحضري سيصبح جزءًا من الحياة اليومية، سواء في الإمارة أو على مستوى العالم. هكذا ننوع اقتصادنا، وننمي القدرات المحلية، ونجعل الإمارة رائدة عالميًا في الجيل التالي من وسائل النقل.”
لقد أدّى العرض أيضًا دورًا محوريًا في إشراك الجمهور وأصحاب المصلحة، إذ أتاح لهم فرصة الاطلاع على الواقع الملموس لمستقبل التنقل. يعد بناء الثقة في التكنولوجيا الجديدة أمرًا أساسيًا، وقد أثار الحدث الحماس لدى جميع أنحاء المنظومة، مما مهد الطريق لمزيد من القبول والزخم مع تقدم أبوظبي نحو التشغيل التجاري للتنقل الجوي الحضري.
أكدت شركة "إيهانج"، المدرجة في بورصة ناسداك والرائدة عالميًا في تكنولوجيا الطيران الذاتي، خططها لتأسيس عمليات إقليمية في أبوظبي، بما يشمل إنشاء خط للتجميع النهائي إضافة إلى مرافق مخصصة للدعم. تُعزز هذه الخطط، المنفذة بالشراكة مع مجموعة "مالتي ليفل" والمدعومة من مكتب أبوظبي للاستثمار، استراتيجية الإمارة الهادفة إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار. حصلت طائرة EH216-S من "إيهانج" على أول شهادة نوع في العالم، وشهادة إنتاج، وشهادة صلاحية طيران قياسية لطائرة كهربائية عمودية بدون طيار على مستوى العالم، وذلك من قبل إدارة الطيران المدني في الصين.
وتمثّل الطائرة EH216‑S تحولًا نوعيًا في مستقبل النقل الجوي للركاب. إذ تُعد أول مركبة جوية كهربائية ذاتية القيادة بمقعدين في العالم تحصل على اعتماد رسمي، حيث تجمع هذه الطائرة بين التشغيل الذاتي الكامل ونظام الدفع الكهربائي–، لتوفّر تجربة تنقّل جوي آمنة وخالية من الانبعاثات، مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات البيئات الحضرية. صُممت هذه الطائرات خصيصًا لاستخدامات تشمل الزيارات، والرحلات القصيرة، والأنشطة السياحية، حيث تمتاز بانخفاض مستوى الضوضاء وعدم حاجتها إلى مدرج، مما يجعلها ملائمة للبنية التحتية المتطورة لمدن المستقبل.
تتميز EH216-S بحجمها المدمج مع ثماني أذرع مزوّدة بمراوح يصل عددها إلى 16 مروحة، كل منها تعمل بنظام مزدوج من المحركات، ليصل العدد الإجمالي إلى 32 محركًا كهربائيًا مستقلًا. يضمن تصميم الطائرة قدرات فعّالة للإقلاع والهبوط العمودي، مدعومة بمستوى عالٍ من التكرار والسلامة التشغيلية، الأمر الذي يجعل طراز EH216-S حلًا ذكيًا ومستدامًا للجيل القادم من التنقل.
وبهذه المناسبة، قال محمد صلاح، الرئيس التنفيذي لـ "أدفانسد موبيلتي هاب": “تُمثّل هذه التجربة الجوية العامة محطة محورية في شراكتنا الاستراتيجية مع شركة «إيهانج»، إحدى الشراكات الاستراتيجية المهمة للغاية، التي تدخل فيها المجموعة’s، لتعزيز رؤيتنا المشتركة لريادة مجال التنقل الجوي ذاتي القيادة، على مستوى دولة الإمارات وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. ويُعد هذا التعاون من الركائز الاستراتيجية في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي كمركز عالمي رائد في تقنيات وسائل النقل المستقبلية. "هذا الإنجاز يُمثّل خطوة كبيرة نحو تسويق واعتماد واسع النطاق لخدمات الطيران منخفض الارتفاع لنقل الركاب. ومن خلال تأسيس منظومة متكاملة للطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي المعتمدة في المنطقة، فإننا نُسرّع الابتكار والتصنيع المتقدم، ونؤسس أيضًا لمرحلة جديدة من التنقل الذكي والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.”
ويواصل مكتب أبوظبي للاستثمار عقد شراكات استراتيجية وتقديم الدعم للاستثمارات في الإمارة، بما يمكّن الشركات العالمية المبتكرة من تأسيس عملياتها والتوسع دوليًا انطلاقًا من أبوظبي.